أضع أذني على نافذة المطر .. فأسمع همس القدر ، نسمات تَفلّتَتْ من بارد الرياح ، تتسلل من الشق بين حافة دفتي نافذتي ، فتلامس خدي الأيمن الملتصق بزجاج إحداها ، رعشة برد قارسة تجتاح وجهي .. و يلتقط شهيقي نقاء الهواء المتسلل ، فينعم به الصدر ، ثم يستسيغ خدي برودة الزجاج ، تماماً مثلما تستسيغها أطراف الأصابع بعد ذلك و هي تخط هذه السطور على ورقة أسندت لذات الدفة التي لامست الخد من قبل ، و يسألونك : كيف يكون الشتاءُ دفئاً ، قل لهم : كلما اشتد برد الشتاء ، كلما فاض حنين القلم بدافئ الحبر و اشتد وهج الخافق بما يوقظ نوم الحواس !
أ |
نافذتي في بيرزيت .. حيث أسمع الهمس و المطر . |